الأحد، 15 مايو 2011

حكام المملكة العربية السعودية





حكام المملكة العربية السعـــودية





*    الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله - :





ولد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود في عام 1880 (وقيل 1876) بالرياض لأسرة آل سعود الحاكمة في نجد ولما بلغ العاشرة من عمره انتقل مع عائلته إلى منفاها في الكويت بعد انتصار آل رشيد أمراء حائل على آل سعود، فقضى عبدالعزيز طفولته في الكويت
.
في عام 1901 وعندما بلغ عبدالعزيز 21 سنة ،أيقن أن الفرصة مواتية لاستعادة الرياض من يد آل رشيد فقام بصحبة 40 رجلاً بالاستيلاء على الرياض عام 1902 بعدما قتل الحاكم المحلي وقام بعمله هذا على تشجيع القبائل في الجزيرة العربية في تقديم الدّعم والتأييد له بعدما فقدت آل سعود الدّعم بعد منفاهم إلى الكويت. ثم توجه إلى المقاطعات الجنوبية من نجد، وهي الخرج والحوطة والحريق والأفلاج ووادي الدواسر، فاستردها من آل رشيد سنة 1321هـ / 1903م . ثم استرد القصيم عام 1904.
وفي العامين الذين تليا سقوط الرياض، استمر ابن سعود في السيطرة على باقي الأراضي النجدية حتى تمكّن من السيطرة على نصف نجد مما استدعى لابن الرشيد التماس العون من الدولة العثمانية. فقامت الدولة العثمانية بإرسال قوّة لدحره، واستطاعت القوة التركية إلحاق الهزيمة بابن سعود إلاّ أنه تمكّن من إعادة تشكيل قوّاته بعد رحيل القوات التركية بسبب مشاكل في التموين في جزيرة العرب.
تمكّن ابن سعود من السيطرة على نجد في عام 1912 وخلال الحرب العالمية الأولى حاول الإنجليز موالاة ابن سعود إلا أنهم فضّلوا موالاة الشريف حسين زعيم الحجاز والذي كان في عراك مستمر مع ابن سعود من أجل السيطرة على الجزيرة العربية.
وفي عام 1915 دخل بريطانيا في معاهدة القطيف أو دارين مع ابن سعود والتي تقضي على حماية الأراضي التي يسيطر عليها ابن سعود مقابل دحر ابن سعود آل رشيد المولية للدولة العثمانية.
لم يقم عبدالعزيز (الذى حاول الحفاظ على دولته بعيداً عن التورط في الحرب) ولم ينجح في ذلك بالرغم من الإمداد المستمر للسلاح البريطاني والمعونات المالية التي صُرفت له وكانت 5000 جنيه استرليني كل شهر، وتعذّر بأن التمويل الإنجليزي غير كافي لشنّ هجوم على آل رشيد ولم يحاول عبد العزيز القيام بأي عمل هجومي على ابن الرشيد غريمه القوي.
وفي عام 1919 شنّ لإخوان الموالون للملك عبد العزيز، هجوماً على الشريف في معركة تربة. وبحلول عام 1922 تمكّن من السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرة الشريف.  وتوّج عبدالعزيز انتصاراته بهزيمة الشريف حسين في عام 1925.
أدركت الحكومة البريطانية قوة عبدالعزيز وسيطرته على معظم المملكةالعربية السعودية الحالية، فدفع ذلك عبد العزيز بن سعود لعقد معاهدة جدة عام 1927 مع بريطانيا لينهى إتفاقية دارين 1915 السابق ذكرها. وفي هذه الأثناء غيّر عبدالعزيز لقبه من سلطان نجد إلى ملك نجد والحجاز.
ومن عام 1927 إلى عام 1932 استطاع عبدالعزيز السيطرة على الجزيرة العربية بأكملها. فقام بتغيير اسم المنطقة من أرض نجد والحجاز إلى المملكةالعربية السعودية، ونصّب نفسه ملكاً على المملكة حديثة النشوء.
في 17 جمادى الأولى 1351هـ/1932م، أصدر الملك عبدالعزيز قراراً يعلن فيه عن نظام توحيد المملكة، وتحديد يوم الخميس 21 جمادى الأولى يوماً لإعلان توحيدها تحت اسم "المملكة العربية السعودية"؛ فتوحدت جميع أجزاء المملكة العربية السعودية بشكل رسمي يوم 21–5–1351هـ /22–9–1932م .
ثم اتجه بنظره تجاه عسير وعقد معاهدة الطائف بينه وبين اليمن لتحل المشاكل الحدودية بين اليمن والسعودية عام 1934.


النفــط :
ظهر النفط في الأراضي السعودية عام 1938. وقام عبدالعزيز بمنح شركات النفط الأمريكية صلاحيات التنقيب عنه في الأراضي السعودية . وتم مد خط التابلاين عام 1950 من حقول النفط في المنطقة الشرقية إلى ساحل لبنان لتأمين النفط للأسطول الأمريكي في البحر المتوسط .
وعمل الملك عبدالعزيز على إرغام الكثير من البدو على التخلّي عن حياة البداوة والإستقرار ونبذ الأحقاد بين القبائل العربية المختلفة في الجزيرة والحروب القبلية المستمرة. وأبلى بلاءً حسناً في مكافحة الجريمة وبالتحديد، عمل على محاربة قطّاع الطّرق الذين يتعرّضون لحجاج بيت الله في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة.

الحروب :
موقف الأمير عبدالعزيز أثناء الحرب العالمية الأولى هو : من الناحية السياسية إلى جانـب الحلفاء ، أما من الناحـية العسكرية فهو لم يتخذ أي

نبذة مختصرة عن بعض علماء المسلمين

~.. بعض علماء المسلمين ..~


*


*




,, الإيدريسي ,,






~~~~~~~~~~~~~~~~~


,, أبو جعفر الخازن ,,

محمد الحسين الخازن الخراساني وكنيته أبو جعفر, عالم في الفلك والرياضيات. هو من خراسان كما يتضح من نسبته. وقد اختلفت الموسوعات وكتب تاريخ العلم في تحديد ميلاده أو وفاته,ومن المتفق عليه أنه عاش في القرن العاشر الميلادي. كل ما أشار إليه المؤرخون من أحداث حياته أنه كان على صلة بابن العميد الوزير الكاتب، وزير ركن الدولة البويهي مؤسس الدولة البويهية. فكان أبو جعفر الخازن أحد العلماء الذين عاشوا تحت رعايته، وكان إنتاجه في علم الفلك أكثر من إنتاجه في الرياضيات. ومن أهم إنجازاته في علم الفلك أنه أبدع نظرية في شكل الكون وتركيبه. كما وضع تفسيرا لحركة الكواكب في كتابه: (المدخل الكبير إلى علم النجوم) ، وقد ناقش كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في تكوين النجوم ، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة ، وناقشها أيضا في كتابه الآخر: (سر العالمين) ، ووضع طرائق لتعيين أول محرم وأول السنة الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. ووضع كذلك,شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية ومن أهمها آلة قياس ارتفاع الشمس. ومن أشهر كتبه في الفلك: الآلات العجيبة الرصدية أو آلات الرصد العجيبة ، السماء والأرض. وله انجازات في علم الرياضيات من أهمها: أنه ممن حل المعادلات التكعيبية حلا هندسيا بواسطة قطوع المخروط وسبق بذلك بيكر وديكارت. كما انه وجد حلا لمسألة تعرض لها أرشميدس . وكتب في حساب المثلثات، وحل بعض المسائل الخاصة بحساب المتوازيات. وقد شرح أبو جعفر الخازن كتاب تفسير المجسطي . وله في الرياضيات رسالة واحدة هي: الحساب عن المسائل العددية,وكذلك له شرح واحد للمقالة العاشرة من كتاب الأصول لإقليدس الخاصة بالقسمة. وخلاصة القول أن أبو جعفر الخازن من أبرع علماء العرب الذين كان لبحوثهم ومؤلفاتهم الأثر الكبير في تقدم العلوم، وخاصة الفلك.


~~~~~~~~~~~~~





,, الكاشي ,,

غياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي (المتوفي سنة 839 هـ/1436 م) من أعظم من اشتهر في القرن التاسع الهجري بالحكمة و الرياضيات و الفلك و النجوم و غيرها. ولد في مدينة كاشان -قاشان- في بلاد فارس و كان يقيم فيها مدة، ثم ينتقل إلى مكان آخر . درس الكاشي النحو والصرف والفقه والمنطق، ثم درس الرياضيات وتفوق فيها. ولا غرابة في ذلك، فإن والده كان من أكبر علماء الرياضيات والفلك. وقد عاش الكاشي معظم حياته في سمرقند، وفيها بنى مرصداً سماه "مرصد سمرقند". حيث توجه إلى سمرقند بدعوة من میرزا محمد طارق بن شاه رخ(اولغ بك ) الذي كان يحكم البلاد آنذاك ، و الذي كما قيل أنه كان محبا للعلماء شغوفا بالعلم ، و هناك في سمرقند وضع أكثر مؤلفاته التي كانت سببا في تعريف الناس به






~~~~~~~~~~~~~



,,ابن الشاطر,,

في عصر سادت فيها حالة من الصراع بين الشرق والغرب.. كان هناك وميض علمي يصل بين الشرق والغرب.. هو علم ابن الشاطر.. الفلكي والرياضي المسلم . تذكر معظم الروايات أن ابن الشاطر ولد بدمشق 1304م،وتوفى 1376م بدمشق أيضا. توفى والده وهو في السادسة من عمره وكفله جده بعدها ،ثم تولاه زوج خالته وابن عم أبيه في نفس الوقت. عرف بالأدب والتواضع و انشغاله بالعلم وحبه للقراءة,أما عن اتجاهاته العلمية فقد اهتم بدراسة الفلك والهندسة والنجوم. لقب برئيس المؤذنين بالجامع الأموي،و كان له إشراف على تحديد مواقيت الصلاة وأهلة الشهور الهجرية,كما قام بالرصد في دمشق،وعلى هذا الرصد قامت أعماله وأبحاثه. تجلت نشاطات ابن الشاطر العلمية والتقنية في تطوير الآلات الفلكية وفى نظرية حركة الكواكب ويمكن أن تقسم الأدوات التي ابتكرها وصممها إلى آلات تستعمل في الرصد الفلكي للكواكب والنجوم وأخرى في الحساب. وما الساعة الشمسية التي وضعها في الجامع الأموي بدمشق سوى مثال حي على هذا النوع ، وقد صنعها في عام 1317م وهى محفوظة حاليا في المتحف الوطني بدمشق ،وتمثل الساعة النحاسية الصغيرة المحفوظة في المكتبة الأحمدية بحلب نموذجا لابتكاراته ،و توجد آله فلكية من صنعه في المكتبة الوطنية بباريس تعرف عند العلماء بالآلة الجامعة لأنها تقوم بعمل أكثر من آلة تستخدم في الحسابات الفلكية،وكانت تعد من الإنجازات الكبرى في عصره. وإذا ما عدنا لنظرية ابن الشاطر عن الكواكب السيارة فإننا نجد فيها تكملة لجهود الفلكيين السابقين وتنقية لنظام بطليموس من أخطائه وفى نفس الوقت نجدها على درجة عالية من الدقة في حساب مواضع هذه الكواكب. ونجد في مؤلفات ابن الشاطر نقدا لسابقيه من الفلكيين وبخاصة نصير الدين الطوسي إلا انه أخذ من أعمالهم. وأكثر ما يلفت النظر أن الآلات الرياضية التي ابتكرت من قبل هؤلاء الأفراد هذه الأدوات هى بالضبط تلك التي استعملت من قبل كوبرنيكوس الذي عاش بعد قرن من ابن الشاطر. إن ابن الشاطر ،جدير أن يحمل هذا الاسم في اثر ما ابتكره من آلات مهر في وضعها على أتم وجه لتكون من جملة الإنجازات الحضارية العظيمة التي قدمتها هذه الأمة إلى العلم والعالم.




~~~~~~~~~~~~


,, الكرجي ,,

الكرجي. رياضي اشتهر في القرن الحادي عشر الميلادي، ولد في الكرج في بلاد فارس,ولكن لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاده أو وفاته . عاش فترة طويلة في المناطق الجبلية حيث عمل بالهندسة، وعمل فى الحساب والجبر، ، و انتقل بعد ذلك إلى بغداد ، حيث عكف على التصنيف والتأليف. وهو من العلماء الذين يفضلون التأليف والشرح والتعليق على مصنفات القدماء. اهتم بالجبر وقام بزيادة المعادلات و البراهين الرياضية المتعلقة بالحلول وبدرجات المعادلات ذاتها ، وهو من أوائل الذين قاموا بتطبيق العمليات الحسابية . وضع قوانين ونظريات رياضية عديدة مازالت تستعمل حتى الآن دون أي تغيير فيها . ومن أشهر مؤلفات الكرجى كتاب "الكافي في الحساب",الذي يعتبر أحد أهم الكتب التي ألفت في علم الحساب في القرن الحادي عشر الميلادي، خصصه للموظفين ولعامة الناس ولمن يريد حساب الزكاة والوصايا . يبدأ الكرجى الكتاب بمقدمة يذكر فيها سبب تأليفه لهذا الكتاب ، ثم يبدأ بعد ذلك في ذكر أبواب الكتاب وهي (69) بابا يمكن أن نلخصها فيما يلي: أولا: أبواب الضرب: وتشمل باب الضرب للصحاح ثم باب في ضرب الأعداد المركبة وتلي هذا الباب ستة أبواب أخرى متنوعة في الضرب، ولعل السبب في ابتداء الكتاب بأبواب الضرب أن كتب حساب اليد كانت تهمل الجمع والضرب . ثانيا: أبواب الكسور: وتشمل الكسور ومخارجها، ثم الحديث عن النسبة . ثالثا: أبواب القسمة: ويشمل قسمة ما يكون فيه كسور، وقسمة الدرج وأجزائها، ثم يذكر بابا في التحويلات واستخراج الجذور وأخذ جذور المقادير التي معها كسور. رابعا: أبواب المساحات: وتشمل أبوابا في المثلثات، والدائرة وقطاعاتها ومساحة ذوات الأضلاع الكثيرة، ثم يتكلم عن مساحة السطوح ومساحة المجسمات ومعرفة وزن الأرض . خامسا: أبواب المسائل الجبرية: وتشمل أبواب الحساب من الضرب، والقسمة، والنسبة، والجمع، والتفريق، والجبر والمقابلة. سادسا: أبواب النوادر: وتشمل أبواب في المسائل المقترنة بالنوادر والمسائل ونوادر المساحة. كان للكرجي كتاب آخر هو (أنباط المياه الخفية) خصصه لكيفية استخراج المياه من بطن الأرض,كتابه هذا مازالت القبائل العربية في الصحراء تستخدم ما به من طرق لاستخراج المياه ,فمازال علمه نافعا إلي اليوم



~~~~~~~~~~~



,, الدميري ,,

هو كمال الدين بن محمد بن موسى بن عيسى بن على الدميرى ولد بصعيد مصر في دميرة بالوجه البحرى بمصر عام 1341 م والموافق 742 هجريا ، وتوفى في مصر عام 1405 م والموافق 808 هجريا . بدء حياته خياطا حتى أجتذبه العلم فالتحق بجامعة الأزهر فتعلم الأدب والفلسفة والحديث والفقه ودرس على يد مجموعة من كبار علماء الأزهر ، وأصبح من فقهاء الشافعية ، وقد أولع بدراسة المخلوقات فنكب على دراسة الحياة الحيوانية




~~~~~~~~~~


,, البوزجاني ,,

تعد الرياضيات من أعظم إنجازات الحضارة الإسلامية ،حيث تعتبر العلوم الرياضية في الحساب والجبر والهندسة والمثلثات إحدى الركائز التي استندت عليها النهضة العلمية. ومن أشهر علماء المسلمين في هذا المجال أبو علي البوزجانى. ولد في بوزجان بأواسط آسيا عام 940 م، وتوفى عام 988م. وهو في سن العشرين انتقل إلى بغداد حيث ذاع صيته وأظهر للناس كتبه ورسائله وشروحه لمؤلفات إقليدس وديوفنطس والخوارزمي. وفي بغداد قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس. كما يعتبر عالمنا أحد الأئمة المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيهم مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين برعوا في الهندسة أيضا. أما في الجبر فقد زاد على بحوث الخوارزمي زيادات تعتبر أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة، وهو أول من وضع النسبة المثلثية و أول من استعملها في حلول المسائل الرياضية. ووضع البوزجاني الجداول الرياضية ، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب، وكانت جداوله دقيقة. ظهرت عبقريته في نواح أخرى كان لها أثر كبير في الرياضيات. للبوزجانى مؤلفات قيمة أخرى ، منها: كتابه (الكامل) وهو ثلاث مقالات: المقالة الأولى في الأمور التي ينبغي أن تعلم قبل حركات الكواكب، والمقالة الثانية في حركة الكواكب، والمقالة الثالثة في الأمور التي تعرض لحركات الكواكب. ومن مؤلفاته أيضا: كتاب ما يحتاج إليه الكتّاب والعمّال من علم الحساب، ويقع في سبعة فصول؛ الثلاثة الأولى منها في الرياضيات البحتة، والأربعة الباقية في المعاملات اليومية بين الناس في المكاييل والمقاييس,ويعد هذا الكتاب من أكثر كتبه تداولا حيث استخدمه التجار والحرفيين في حياتهم اليومية. ومن مؤلفاته التي شاعت وانتشرت: كتاب ما يحتاج إليه الصانع من عمّال الهندسة، وقد استفاد في هذا الكتاب من مؤلفات علماء اليونان إقليدس وأرشميدس وهيرون، وركز على المسائل المستعصية عند الإغريق، مثل تضعيف المكعب، ومحاولة تثليث الزاوية، وتربيع الدائرة. ومن مؤلفاته الأخرى: كتاب الفاخر في الحساب استعمل فيه الحروف الأبجدية بدلاً من الأرقام العربية. كتاب زيج الوادي وهو جدول فلكي فريد من نوعه، ويحتوي على كثير مما رصده في مرصده المشهور في بغداد












إعداد : هبة داغستاني 

,, * الحملات الصليبية * ,,



الحملات الصليبية



نستطيع بملاحظة تاريخ أوربا قبل الحملة الصليبية، وبملاحظة طرق التحميس، وبملاحظة خط سير الحملة الأولى، والمواقف التي تمت في رحلة الذهاب إلى أرض الشام، ثم بملاحظة الأحداث التي رأيناها أثناء الحروب الفعلية في آسيا الصغرى والشام وفلسطين، نستطيع بملاحظة كل هذه الأمور أن نحدِّد البواعث التي دفعت هذه الجموع المختلفة أن تجتمع للخروج في الحملة الصليبية.

بواعث الحملة الصليبية
وهذه البواعث تضم ما يلي: 
أولاً: الباعث الديني
وهذا الباعث يشكِّل أحد الدعامات الرئيسية لهذه الحملة، وإن لم يكن كما ذكرنا الدافع الوحيد، ونحن نعلم من القرآن الكريم، وكذلك من السُّنَّة المطهرة أن الحرب أبدية بين الإسلام ومن يرفضه، ولن يقنع الكثير من الناس بالتعايش السلمي مع الإسلام حتى لو مدَّ الإسلام يده بالتصافح والتحابِّ؛ لذلك فليس مستغربًا أن يسعى البابا أوربان الثاني لحرب المسلمين حتى دون وجود مبررات معينة تدفع لهذه الحرب، فهم مسلمون وهذا في حدِّ ذاته يكفي أن يكون سببًا في حربهم. وقد تكررت في كلماته ألفاظ توحي بعدم اعترافه بالإسلام أصلاً، كإطلاق لفظ الكفار أو الوثنيين على المسلمين، وعلى ذلك فالدافع الديني واضح عند البابا، ولا شك أنه واضح أيضًا عند بعض القساوسة والرهبان، كما أنه واضح أيضًا عند بعض الأمراء والقوَّاد.

وفوق كل ذلك فالهدف الديني هو الهدف المعلن للحملة، وإنقاذ الدولة البيزنطية من المسلمين كان السبب المتداول بين الناس، إضافةً إلى ادِّعاء البابا أن المسلمين يضطهدون الحجاج المسيحيين، وإن كان واضحًا أن هذا الادِّعاء ما ذكر إلا للاستهلاك المحلي في أوربا فقط[1]، ولتحميس الجيوش والشعوب النصرانية؛ لأنه لم يثبت أبدًا أن المسلمين اضطهدوا الحجاج النصارى، وقد ذكر أحد كبار المؤرخين الأوربيين وهو غيورغي فاسيلييف أن المسيحيين بوجه عام تمتعوا بقسط وافر من الحرية الدينية وغير الدينية في ظل الحكم الإسلامي، فلم يسمح لهم فقط بالاحتفاظ بكنائسهم القديمة، وإنما سمح لهم أيضًا بتشييد كنائس وأديرة جديدة، جمعوا في مكتباتها كتبًا دينية متنوعة في اللاهوت[2]. ويقول تومبسون -وهو مؤرخ-: "إن المسيحيين الذين خضعوا لحكم السلاجقة صاروا أسعد حالاً من إخوانهم الذين عاشوا في قلب الإمبراطورية البيزنطية ذاتها"[3].

بل إن كلام بطريرك القدس ثيودسيوس شخصيًّا في إحدى رسائله إلى بطريرك القسطنطينية سنة (255هـ) 869م امتدح المسلمين، وأثنى على قلوبهم الرحيمة، وتسامحهم المطلق، حتى إنهم سمحوا للمسيحيين ببناء مزيد من الكنائس دون أي تدخل في شئونهم الخاصة، وقد ذكر بطريرك القدس في رسالة حقيقية مهمة حين قال: "إن المسلمين قوم عادلون، ونحن لا نلقى منهم أي أذى أو تعنت"[4].

هذه الكلمات والشهادات وغيرها تثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- أن كلام البابا أوربان الثاني عن اضطهاد المسلمين للحجاج المسيحيين ما هو إلا فِرْية لا أصل لها، وتغطية مكشوفة على الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة العنيفة.

وفوق هذا فإننا لم نَرَ في سلوك المحاربين في هذه المعارك -سواء في رحلتهم إلى بيت المقدس أو في أثناء حروبهم- أيَّ علامات للزهد أو الورع الذي يتصف به المتدينون، بل كانوا في غاية السفاهة والحمق، وبلغوا الذروة في الشر والإجرام، بل إنهم لم يتصفوا بذلك فقط عند تعاملهم مع المسلمين، بل كذلك عند تعاملهم مع النصارى الشرقيين، وسنرى طرفًا من هذا السلوك المقيت في أكثر من موضع من مواضع هذه القصة، سواء مع نصارى المجر والنمسا وبلغاريا أو مع نصارى القسطنطينية ذاتها، التي زعموا أنهم جاءوا لإنقاذها[5]!

إذن كان الباعث الديني موجودًا، ولكنه ليس هو الدافع الوحيد، بل لا ينبغي أن يُضخَّم كثيرًا؛ فعموم الحملة الصليبية لم يكن يعنيهم الدين لا من قريب ولا من بعيد، وإن كانوا جميعًا يضعون شارة الصليب على أكتافهم، ويدَّعون أنهم يريدون المغفرة!!

ثانيًا: الباعث الاقتصادي
وهذا الباعث أيضًا من أهم البواعث في هذه الحملة الصليبية، فالجموع الهائلة من العامة خرجت لإحباطها التام من الحصول على أي قسط من رغد الحياة في أوربا، فخرجوا يبحثون عنها في فلسطين، وهم لن يخسروا شيئًا، فحتى الموت أفضل من حالتهم البائسة تحت نير الإقطاعيين والملوك[6].

والأمراء الإقطاعيون ما خرجوا إلا بغية الثراء والتملك، وقد كانت الحرب في فلسطين فرصة للكثيرين من أمراء أوربا لتحقيق طموحات استحال عليهم تحقيقها في أوربا؛ لأن القانون الأوربي آنذاك كان يمنع تقسيم الميراث على كل الأبناء، بل كانت تنتقل الإقطاعية بكاملها إلى الابن الأكبر بعد وفاة الأب الأمير، وذلك حتى لا تتفتت الثروة وتقلُّ الأرض، وبالتالي تسقط الهيبة والكلمة[7]. وهذا الوضع خلق جيلاً من الأمراء لا أمل عندهم في التملُّك، فلما فتحت أمامهم أبواب الحرب في فلسطين سارعوا جميعًا للحصول على أي ملكية؛ لينافسوا بذلك إخوانهم الكبار.

وكان هذا الباعث الاقتصادي واضحًا أيضًا عند تجَّار الموانئ الإيطالية، وأشهرها البندقية وبيزا وجنوة، وكذلك تجَّار مرسيليا الفرنسية، وغيرهم من تجار أوربا؛ فقد رأى هؤلاء التجار أن الفرصة لتحقيق المصالح الذاتية لهم، ولو على حساب البابوية والكنيسة[8]، وكان تبادل المصالح واضحًا جدًّا بينهم وبين الكنيسة، فالصليبيون لن يستطيعوا الاستغناء أبدًا عن معونة الأساطيل البحرية، والتجار سوف يأخذون مقابلاً سخيًّا نظير هذه المعونة، وهذا المقابل كان عبارة عن امتيازات خاصة تُعطَى للجمهورية التي تساهم في هذه الحروب المتواصلة، ولم تكن الامتيازات تشمل فقط حرية التجارة في البلاد المفتوحة، بل كانوا يُعْطَون في كل مدينة تُفتح شارعًا وسوقًا وفندقًا به حمام ومخبزًا خاصًّا، وكان التنافس بين الجمهوريات الإيطالية في هذا المجال كبيرًا جدًّا، بل كان التصارع والتقاتل، وما لبثت مرسيليا أن سارت على نهجهم، وتنافست معهم، وأخذت امتيازات قوية في بيت المقدس ذاته[9].

ولا يخفى على أحد أن النوايا الدينية لم تشغل أبدًا أذهان هؤلاء التجار الجشعين، وكانت كنوز الشرق وأراضيه هي الباعث الأكبر لهم على بذل كل الجهد لإنجاح الحملة الصليبية.

ثالثًا: الباعث السياسي


وهذا الباعث الذي يهدف إلى توسيع النفوذ وقهر المنافسين، كان باعثًا رئيسيًّا عند البابا أوربان الثاني شخصيًّا، وكذلك عند ملوك أوربا، وهؤلاء الملوك لم يكن طموحهم يقف عند شيء، وكانت قوة كل ملك فيهم ترتبط بالمساحة التي يسيطر عليها، وهذا دفعهم بعد ذلك للمشاركة بقوة في الحملات الصليبية عندما شاهدوا النجاحات التي حققتها الحملة الأولى.

كما أن ملوك أوربا كانوا يرون أن الدولة البيزنطية دخلت طورًا واضحًا من أطوار الضعف، ولو سقطت فإن هذا يعني فتح الباب الشرقي لأوربا لقوات المسلمين العسكرية، سواء من السلاجقة أو من غيرهم، وهذا قد يضعهم بين فكي كماشة، أي المسلمين القادمين من الشرق والمسلمين في أرض الأندلس؛ لذلك رأينا أنه برغم التباطُؤ الذي رأيناه من الملوك في بداية الحملات إلا أنهم تسارعوا بعد ذلك للمشاركة، بل ذهب بعضهم بنفسه إلى أرض فلسطين أو مصر على قيادة جيوشه.

رابعًا: الباعث الاجتماعي
مرَّ بنا عند الحديث عن الحالة في أوربا قبيل الحروب الصليبية، الحالةُ المزرية التي كان
 يعيشها الفلاحون والعبيد في أوربا؛ ففضلاً عن قلة الأقوات وانعدام الطعام
 والشراب، كانت المعاملة في غاية السوء، ولم يكن لهم حقوق بالمرَّة، بل كانوا
 يباعون مع الأرض، ولا يسمح لهم بأي نوع من الملكية، والإنسان قد يصبر على الجوع أحيانًا لكن الامتهان النفسي والأذى المعنوي، قد يكون أشد ألمًا من الجوع والعطش؛ ولذلك رأى العوام الفلاحون في أوربا أن هذه فرصة لتغيير نظام حياتهم، والخروج المحتمل من قيود العبودية المذلَّة؛ ولذلك خرج الفلاحون بنسائهم وأولادهم، وحملوا معهم متاعهم القليل البسيط، لقد كان خروجًا بلا عودة، وتغييرًا كاملاً للأوضاع، وثورة حقيقية على حياة التعاسة والاستغلال؛ لذلك سنرى أثناء الأحداث أن هذه الجموع البائسة ما صبرت حتى تكتمل الجيوش وتنتظم، بل خرجت بمفردها مسرعة، وكأنها تهرب من أسرٍ طويل!

ولقد شارك هؤلاء البائسين فريقٌ آخر من المجرمين والخارجين على القانون الذين كانوا يعانون أحكامًا قضائية أو مهددين بذلك، وقد وجدوا الخروج ليس فرصة للنجاة من الأحكام وحسب، ولكنه فرصة أيضًا لمزاولة السلب والنهب والقتل والاغتصاب كما اعتادوا ذلك في حياتهم؛ وهذا سيعطي الحملات الصليبية صبغة إجرامية لا يمكن تجاهلها أبدًا.

كانت هذه هي البواعث التي من أجلها تحركت أوربا لغزو العالم الإسلامي، والسيطرة على أرضه ومقدراته وشعوبه.

تُرى عن أي شيءٍ أسفرت هذه الجهود والإعدادات؟ وكيف كانت الصورة عندما خرجت أول الجموع إلى الشام؟ وماذا فعلت هذه الجيوش الكثيفة مع ملك القسطنطينية قبل أن تعبر إلى أراضي المسلمين؟ هذا ما سنعرفه في المقالات القادمة بإذن الله.
د. راغب السرجاني













~..العصور الوسطى ..~


~.. العصور الوسطى ..~ 


العصر الذهبي للإسلام يمتد لغاية القرن الرابع عشر والخامس عشر الميلادي. خلال هذه الفترة، قام مهندسي وعلماءوتجار العالم الإسلامي بالمساهمة بشكل كبير في الحقول التالية: الفن والزراعة والاقتصاد والصناعة والأدب والملاحةوالفلسفة والعلوم والتكنولوجيا، من خلال المحافظة والبناء على المساهمات السابقة وبإضافة العديد من اختراعاتهم وابتكاراتهم.خلق الفلاسفة والشعراء والفنانين والعلماء والأمراء المسلمون ثقاثة فريدة من نوعها والتي أثرت بدورها على المجتمعات في كل القارات. النظام السياسي بعد وفاة الرسول محمد، وحسماً للخلاف بين الأنصار والمهاجرين، والنزاع بين القبائل، اتفق كبار الصحابة على أن يكون للرسول خليفة. 


والخلافة: هي رئاسة عامة في الدين والدنيا، وقد يسميها البعض الإمامةأو الولاية الدولة الإسلامية كانت بداية الدولة العربية الإسلامية على يدي النبي محمد بوضع وثيقة المدينةوالتي ألغت كثيراً من العادات القبلية لصالح دولة حضارية، وتوسعت بعد ذلك في فترة الدولة الأموية والعباسية حتى بلغت في العصر الأموي الدولة الأموية أكبر دولة في التاريخ الإسلامي من حدود الصين وبورما شرقا وأركان المسلمة والهندوباكستان الشرقية (منطقة صاتغاونغ) شرقاً وحتى حدود فرنسا واسبانيا الأندلس غرباً وفي عصر الدولة العثمانية توسعت الأراضي إلى أوروبا واليونان وبعد سقوط الدولة العثمانية بدأ التوسع الأوربي في البلاد الإسلامية.الجوانب الثقافية المتعددةمن المظاهر الأخرى للعصر الذهبي للإسلام وجود عدد كبير من العلماء المسلمين الذين كانوا يلقبوا ب (الحكماء/جمع، حكيم/مفرد)، حيث قام كل منهم بالمساهمة في مجموعة متنوعة من الحقول الدينية والعلمية والتعليمية، وهذا يشبه رجالات عصر النهضة مثل ليوناردو دا فينشي.



في هذا العصر كان يتمتع العلماء المسلمين بمعرفة واسعة وعريضة في مختلف المجالات والحقول ولم يكونوا متخصصين في مجال واحد.[26] يقول ضياء الدين سارداري: «"العلماء مثل البيرونيوالجاهز والكندي والرازي وابن سيناء والإدريسي وابن باحة وعمر الخيام وابن زهر وابن طفيل وابن رشد وعلي بن حزم الأندلسي وغيرهم من الآلاف من العلماء المسلمين لا يعتبروا حالات استثنائية، بل كان هذا هو الحال العام في الحضارة الإسلامية. حيث أن عدد العلماء الذين تواجدوا في العصر الذهبي كان ملفتاً للنظر."[27]»الصناعة أن للمهندسين المسلمين في العالم الإسلامي بشكل عام، عدد من الاستخدامات الصناعية المبتكرة للطاقة المائية، واستخدامات صناعية مبكرة لطاقة المد والجزر وطاقة الرياح والطاقة البخارية والوقود الأحفوري مثل النفط، وأيضاً مجمعات صناعية كبيرة (تسمى "طراز" باللغة العربية).تعود الاستخدامات الصناعية للسواقي في تاريخ العالم الإسلامي إلى القرن السابع الميلادي، بينما كانت تستخدم السواقي ذات العجلات الأفقية والرأسية بشكل واسع النطاق منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل.وتم توظيف مجموعة متنوعة من الطواحين الصناعية في وقت مبكر في العالم الإسلامي، بما في ذلك آلات دعك الملابس ومطاحن الحبوب وبكرات التقشير ومصانع الورق والمناشر والمطاحن العائمة ومطاحن الطوابع ومطاحن الصلب ومطاحن السكر وطواحين المد والجزر وطواحين الهواء.بحلول القرن الحادي عشر، كانت كل مقاطعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي قد تم تشغيل هذه المطاحن الصناعية فيها، من الأندلس وشمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.أيضا اخترع المهندسون المسلمون المحركات وتوربينات المياه والتروس المستخدمة في مصانع وآلات رفع المياه، وكانوا رواداً في استخدام السدود كمصدر للطاقة المياه واستخدامها لتوفير طاقة إضافية لطواحين المياه وآلات رفع المياه.هذا التقدم في العالم الإسلامي في العصور الوسطى، جعل من الممكن لكثير من المهام الصناعية التي كانت تتم في السابق يدوياً في العصور القديمة، أن تتم بدلاً من ذلك بشكل ميكانيكي وأن تقودها الآلات.وكان لنقل هذه التكنولوجيات إلى أوروبا في العصور الوسطى، تأثير على الثورة الصناعية.تولدت عدد من الصناعات نتيجة للثورة الإسلامية الزراعية، بما في ذلك الصناعات القائمة على الزراعة، والأدوات الفلكية والسيراميك والمواد الكيميائية والتكنولوجيات والتقطير والساعات والزجاج والآلات المعتمدة على طاقتي المياه والرياح والحصير والفسيفساء والورق والعطور ومنتجات البترول والأدوية وصنع الحبال والشحن وبناء السفن والحرير والسكر والمنسوجات والمياه والأسلحة والتنقيب عن المعادن مثل الكبريت والأمونيا والرصاص والحديد.تم بناء المجمعات الصناعية الكبيرة (الطراز) لكثير من هذه الصناعات وذلك في وقت مبكر، وتم في وقت لاحق نقل المعرفة بهذه الصناعات إلى أوروبا في القرون الوسطى، وخصوصا عبر الترجمات اللاتينية التي تمت في القرن الثاني عشر، وكذلك فيما قبله وبعده.فعلى سبيل المثال، تم تأسيس أول مصانع للزجاج في أوروبا في القرن الحادي عشر على يد حرفيين مصريين في اليونان. كما شهدت الصناعات الزراعية والحرفية مستويات عالية من النمو خلال هذه الفترة أيضاً. العلوم المنهج العلمي تم تطوير أساليب علمية مبكراً في العالم الإسلامي، وحدث تقدم كبير في المنهجية، ولا سيما في القرن الحادي عشر الميلادي وذلك من خلال أعمال ابن الهيثم، والذي يعتبر رائدا في الفيزياء التجريبية.أهم تطور في المنهج العلمي هو استخدام التجريب والقياس الكمي للتمييز بين مجموعة من النظريات العلمية المتكافئة في إطار توجه تجريبي بشكل عام. 




قامابن الهيثم بتأليف "كتاب البصريات"، والذي صحح فيه الكثير في مجال البصريات، وأثبت تجريبيا أن الرؤية تتم بسبب أشعة الضوء التي تدخل العين، واخترع أول جهاز يشبه الكاميرا كانوا يسمونها(القمرة) للتدليل على الطبيعة الفيزيائية للأشعة الضوئية.كما تم وصف ابن الهيثم بأنه "العالم الأول" لابتكاره المنهج العلمي، وعمله الرائد في مجال علم نفس الإدراك البصري يعتبر مقدمة لعلم النفس الطبيعي وعلم النفس التجريبي. مراجعة الأقران عملية مراجعة الأقران الطبية، هي العملية التي تقوم فيها لجنة من الأطباء بالتحقيق في الرعاية الطبية المقدمة، من أجل تحديد ما إذا كان قد تم الوفاء بمعايير مقبولة من الرعاية، ووجدت أقدم هذه المراجعات في كتاب "أدب الطبيب" الذي كتبه إسحاق بن علي الرهاوي (854 -931) من الرها في سوريا.

تقول أعماله وكذلك الأدلة الطبية العربية في وقت لاحق عنه، أن الطبيب الزائر يجب دائما أن يسجل ملاحظات مكررة لحالة المريض في كل زيارة.وعندما يشفى المريض أو يموت، يتم استعراض تلك الملاحظات من قبل مجلس طبي محلي مكون من أطباء آخرين، وتتم مراجعتها وتقرير ما إذا كان أدائه قد استوفى المعايير المطلوبة من الرعاية الطبية.وإذا كانت نتائج تلك المراجعات سلبية، يمكن أن يواجه الطبيب الممارس دعوى قضائية من قبل مريض تم علاجه بشكل سيء.وقد تم وصف أول مراجعة أقران طبية، وتقييم نتائج البحوث من حيث الكفاءة والأهمية والأصالة من خبراء مؤهلين، وذلك في "الملاحظات والمقالات طبية" والتي نشرتها الجمعية الملكية في ادنبره في عام 1731.



وقد تطور نظام مراجعة الأقران الحالي من هذه العملية التي تمت في القرن الثامن عشر.علم الفلك عرف العلماء المسلمون علم الفلك وتعمقوا فيه وطوروا، فعرفوا المواقيت الزمانية والمكانية، وحددوا جهة القبلة ومواقع البلاد الإسلامية حسب خطوط الطول ودوائر العرض.الكيمياء يعتبر جابر بن حيان رائداً في الكيمياء، وذلك لكونه مسئولا عن إدخال المنهج العلمي التجريبي في وقت مبكر في هذا المجال، فضلاً عن اختراعه للإنبيق والمقطرة والمعوجة والعمليات الكيميائية للتقطير النقي والترشيح والتسامي والتبلور والتنقية والأكسدة والتبخر.كان الكندي أول من دحض دراسة الكيمياء التقليدية ونظرية تحويل الفلزات، وتلاه في ذلك أبو الريحان البيروني وابن سينا وابن خلدون.كان الرازي أول من أثبت، باستخدام طريقة تجريبية، خطأ نظرية أرسطو للعناصر الكلاسيكية ونظرية جالينوس عن تكوين جسم الإنسان وذلك في كتابه "شكوك حول جالينوس".وقدم نصير الدين الطوسي إصداراً مبكراً لقانون حفظ الكتلة، مشيرا إلى أن جسم المادة قابل للتغير، ولكنه لا يستطيع أن يفنى.يعتبر الكسندر فون همبولت وويل ديورانت الكيميائيين المسلمين في العصور الوسطى، أنهم مؤسسي الكيمياء.رسم ثلاثي الأبعاد لإنبيق .الرياضيات من بين انجازات علماء الرياضيات المسلمين خلال هذه الفترة, تطوير علم الجبر والخوارزميات وذلك بواسطة عالم الرياضيات العربي المسلم محمد بن موسى الخوارزمي، واختراع علم المثلثات الكروية، وإضافة العلامة العشرية إلى الأرقام العربية، واكتشاف جميع وظائف علم المثلثات بالإضافة إلى الوظيفة السينية، ومقدمة الكندي في تحليل الشفرات وتحليل التردد، ومقدمة الكرجي في حساب التفاضل والتكامل والإثبات عن طريق الحث الرياضي، وتطوير ابن الهيثم للهندسة التحليلية ووضعه لأقدم صيغة عامة لحساب التفاضل والتكامل المتناهي في الصغر والذي لا يتجزأ، وبداية الهندسة الجبرية بواسطة عمر الخيام، والتفنيدات الأولى من نصير الدين الطوسي للهندسة الإقليدية والمسلمة المتوازية، وأول محاولة من صدر الدين في الهندسة الغير الإقليدية، وتطوير علم الجبر الرمزي بواسطة أبو الحسن علي بن محمد القلصدي، والعديد من التطويرات الأخرى في الجبر والحساب وحساب التفاضل والتكامل والترميز والهندسة ونظرية الأعداد وعلم المثلثات.مخطوطة ألمانية تدرس استخدام الأرقام العربية .

الطب كان الطب الإسلامي نوعاً من أنواع الكتابة الطبية التي تأثرت بالعديد من الأنظمة الطبية المختلفة. فقد كان لأعمال الأطباء اليونانيين والرومان القدماء مثل أبقراط ودايوسكوريدس وسورانوس وسلسوس وجالينوس، تأثير دائم على الطب الإسلامي.أيضاً قدم الأطباء المسلمون مساهمات متميزة كثيرة في الطب، وذلك في التشريح والطب التجريبي وطب العيون والأمراض والعلوم الصيدلانية والفيزيولوجيا والجراحة، الخ.كما أنشئوا أوائل المستشفيات المتخصصة، بما في ذلك أول مدارس طبية ومستشفيات للأمراض النفسية.وقد كتب الكندي "رسالة في معرفة قوى الأدوية المركبة"، والذي أظهر أول تطبيق للقياس الكمي والرياضيات في الطب والصيدلة، مثل المقياس الرياضي لقياس قوة الأدوية والتنبؤ بأخطر أيام المرض لدى الشخص المصاب.واكتشف الرازي الحصبة والجدري، وفي كتابه "شكوك حول جالينوس"، أثبت خطأ نظرية جالينوس للأخلاط.ساعد أبو القاسم في إرساء أسس الجراحة الحديثة، وذلك في "كتاب التصريف"، والذي اخترع فيه العديد من الأدوات الجراحية، بما في ذلك الأدوات الأولى التي تخص المرأة، فضلا عن الاستخدامات الجراحية للخيوط الجراحية والملقط و الضمد والإبر الجراحية والمشرط والمجرفة والضام والملعقة الجراحية والصوت والخطاف الجراحي والقضيب الجراحي والمناظير ونشر العظام.وأحدث ابن الهيثم تقدما هاما في جراحة العيون، كما شرح بشكل صحيح وللمرة الأولى عملية الإبصار والإدراك البصري وذلك في كتابه "كتاب البصريات". وقدم العالم الفارسي ابن سينا الطب التجريبي واكتشف الأمراض المعدية وابتكر الحجر الصحي وتجربة الأدوية، ووصف العديد من مواد التخدير والعقاقير الطبية والعلاجية، وذلك في كتابه "القانون في الطب".ساعد ابن سينا في إرساء أسس الطب الحديث وذلك من خلال كتابه "القانون في الطب"، والذي كان مسئولا عن إدخال التجريب المنظم والكمي في علم وظائف الأعضاء، واكتشاف الأمراض المعدية وإدخال الحجر الصحي للحد من انتشارها، وإدخال الطب التجريبي، والعلاج المبني على الأدلة، وتجربة الأدوية، والتجارب العشوائية المحكومة، واختبارات الفعالية، والصيدلة السريرية، والوصف الأول للبكتيريا والكائنات الفيروسية، والتمييز بين التهاب الأنسجة الصدرية والتهاب الغشاء الرئوي، والطبيعة المعدية لمرض السل، وانتشار الأمراض عن طريق المياه والتربة، والاضطرابات الجلدية، والأمراض المنقولة جنسيا، والانحرافات، والأمراض العصبية، واستخدام الثلج لعلاج الحمى، والفصل بين الطب وبين علم الصيدلة. وكان ابن زهر أول جراح تجريبي معروف، فقد كان مسؤولاً عن إدخال الأسلوب التجريبي في الجراحة وذلك في القرن الثاني عشر. كما أنه كان اول من قام بالاختبارات على الحيوانات لتجربة العمليات الجراحية قبل تطبيقها على المرضى من البشر.كما أجرى أول تشريح للجثة بعد الوفاة وذلك على البشر والحيوانات. وضع ابن النفيس أسس علم وظائف الأعضاء الدوري، كما أنه كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية والدورة الدموية للشريان التاجي، والتي تشكل الأساس لنظام الدورة الدموية، والذي اعتبر بسببه "أعظم فيزيولوجي في العصور الوسطى". كما وصف أيضاً المفهوم المبكر لعملية الأيض، ووضع نظم جديدة للفيزيولوجيا وعلم النفس لتحل محل نظم ابن سينا وجالينوس ونقد العديد من نظرياتهما الخاطئة بشأن الخلاط والنبض والعظام والعضلات والأمعاء والحواس والقنوات الصفراوية والمريء والمعدة، الخ. ورفض ابن اللبودي نظرية الخلاط، واكتشف أن الجسم والحفاظ عليه يعتمد حصرياً على الدم، وأن المرأة لا يمكنها إنتاج الحيوانات المنوية، وأن حركة الشرايين لا تعتمد على حركة القلب، وأن القلب هو أول عضو يتم تشكله في جسم الجنين، وأن العظام المكونة للجمجمة يمكن أن تتحول إلى أورام.كما اكتشف ابن خاتيمة وابن الخطيب أن الأمراض المعدية تسببها الكائنات الحية الدقيقة التي تدخل جسم الإنسان.وقام منصور بن الياس برسم مخططات شاملة لهيكل الجسم، والجهاز العصبي والدورة الدموية مخطوطة عربية تصف العين .

الفيزياء بدأت دراسة الفيزياء التجريبية مع ابن الهيثم، وهو أحد رواد علم البصريات الحديث، وقد أدخل المنهج العلمي التجريبي وقام باستخدامه ليحدث تغيير جذري في فهم ورؤية الضوء وذلك في كتابه "كتاب البصريات" والذي تم وضعه جنبا إلى جنب في المرتبة مع كتاب اسحق نيوتن "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" باعتباره واحد من أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ الفيزياء، وذلك لقيامه بعمل ثورة علمية في مجال البصريات والإدراك البصري.وسرعان ما تم إدخال المنهج العلمي التجريبي في الميكانيكا من قبل البيروني، وتم اكتشاف مؤشرات مبكرة لقوانين نيوتن في الحركة من قبل العديد من العلماء المسلمين.قانون القصور الذاتي، والمعروف باسم قانون نيوتن الأول للحركة، ومفهوم الزخم قد تم اكتشافهما من قبل ابن الهيثم وابن سينا.تم اكتشاف التناسب بين القوة والتسارع، وهو ما يعتبر "القانون الأساسي لعلم الميكانيكا الكلاسيكية" والذي يمثل مؤشر لقانون نيوتن الثاني للحركة، من قبل هبة الله أبي البركات البغدادي، في حين أن مفهوم رد الفعل، والذي يمثل مؤشر لقانون نيوتن الثالث للحركة، قد تم اكتشافه من قبل ابن باجة. وتم وضع نظريات تمثل مؤشرات لقانون نيوتن في الجاذبية الكونية من قبل جعفر محمد بن موسى بن شاكر وابن الهيثم وعبد الرحمن الخزيني. وقد أثريت المعالجات الرياضية للتسارع والتي قام بها غاليليو غاليلي، وأيضاً مفهومه للدفعة، وذلك من خلال التعليقات التي قام بها ابن سينا وابن باجة على فيزياء أرسطو، فضلا عن المدرسة الأفلاطونية الحديثة في الإسكندرية، والتي يمثلها جون فيلوبوناس.أثبت ابن الهيثم ان الضوء يسير في خطوط مستقيمة .علوم أخرى قام العلماء المسلمون بالعديد من التطورات الأخرى في مجال البيولوجيا (علم التشريح وعلم النبات والتطور والفيزيولوجيا وعلم الحيوان)، وعلوم الأرض (الأنثروبولوجيا وعلم رسم الخرائط والجيوديسيا والجغرافيا والجيولوجيا)، وعلم النفس (علم النفس التجريبي والطب النفسي وعلم النفس البدني والعلاج النفسي)، والعلوم الاجتماعية (الديموغرافيا والاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والتأريخ).ومن العلماء المسلمين المشهورين خلال العصر الذهبي للإسلام يذكر الفارابي (عالم موسوعي) والبيروني (عالم موسوعي وكان واحدا من العلماء المبكرين في الانثروبولوجيا ورائدا في الجيوديسيا)، ونصير الدين الطوسي (عالم موسوعي)، وابن خلدون (الذي يعتبر رائداً في علوم اجتماعية عديدة مثل الديموغرافيا والاقتصاد والتاريخ الثقافي والتأريخ وعلم الاجتماع)، وآخرين.








إعداد :
رغد الجروشي
إسراء شوشو
اماني اليماني
أغاريد اليماني
حنان بشير
أسماء فلمبان
دانية الغامدي
هبة داغستاني